إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

382 ـ السلطان سيف الدين قطز (000 - 658هـ) ، (000 - 1259م)

وهو السلطان المظفر سيف الدين قطز، وهو سلطان مملوكي حكم مصر، وبرزت شجاعة وقوة السلطان قطز عندما وضع هولاكو قائد التتار خطة لغزو مصر بعد ما فرغ من فتح الشام وأرسل تهديداً شديد اللهجة إلى السلطان المملوكي قُطُز طالباً منه التسليم، فرد عليه قطز عليه بقتل سفرائه. فجمع قطز الأمراء واتفقوا جميعاً على محاربة التتار، وحشد قطز قواته على عجل، وأعلن التعبئة العامة، ونادى بالجهاد، وسار قطز على رأس جيش من العرب والتركمان لمقاتلة التتار بالشام، وكان على طلائع جيشه الأمير ركن الدين بيبرس _ وكان السلطان قطز قد شاهد كفاءة ومقدرة بيبرس فجعله أمير عساكره بمصر_ وأمره قطز أن يتقدم لاستطلاع أخبار العدو، فسار إلى غزة بفلسطين وطرد التتار منها، ولحقه السلطان قطز إلى غزة، ثم زحف من طريق الساحل إلى مدينة عكا، فرحب به الفرنجة، فحذرهم من الغدر به أثناء انشغاله بحرب التتار، واستحلفهم بأن يكونوا محايدين. ثم خطب بجنوده وذكرهم بما فعله التتار بأهل البلاد من القتل والسبي والتخريب. وأمر قطز ركن الدين بيبرس بأن يسير بجزء من الجيش، لملاقاة التتار. وكان هولاكو قائد التتار قد عهد أمر غزو مصر إلى نائبيه كتبغا وبيدر، وارتد هو بقسم من قواته نحو الشرق.

وفي صباح يوم الجمعة 25 رمضان 658هـ، الموافق شهر سبتمبر عام 1260م، التقي الجيش الإسلامي مع الجيش التتاري، ودارت الدائرة على التتار وكانت هزيمة ساحقة، لم يصب التتار بمثلها في تاريخهم من قبل، وتعد هذه المعركة من المعرك الفاصلة في التاريخ، فقد استطاع قطز وبيبرس أن يحميا الإسلام من شرور التتار وفظائعهم، وكان من أسباب النصر إخلاص السلطان قطز واستبساله في القتال وحث رجاله على الصمود، بعد أن دب في قلوبهم والرعب واليأس من النصر. وانتقلت الخلافة لمصر، وازدهرت فيها الحضارة الإسلامية.

وأثناء عودة بيبرس من عين جالوت دبر خطة مع أمراء الجيش لاغتيال قطز ونفذها وقتل قطز، وتولى بيبرس سلطنة مصر والشام في 17 ذي القعدة ستة 658هـ، 1259م.